الانسان كما عرفه علماء الفلسفة حيوان اجتماعي، فلا يستطيع العيش منفردا، فيحتاج دائما لمن يشاركه أفكاره ومشاعره، هذه الخاصية الاجتماعية لا يمكن اغفال أثرها في التطور البشري، منذ بدأ عمليات الصيد الجماعي حتى الوصول لإنشاء المجتمعات فالحضارات.
في صغري واجهة العديد من الإشكالات في الاندماج مع أقراني بالمدرسة، فلأسباب لا داع لذكرها، لم نجد قاعدة مشتركة للوقوف عليها وننطلق إلا أن وجدت مجتمعي، من أشاركهم الكثير ويشاركونني المثيل عند انضمامي للحركة الكشفية، لأغدي إحساس الانتماء لمجموعة ونبدأ عملية البناء المشترك ونكون كما قال دونكيشوت: الجميع للواحد والواحد للجميع.
مع كل تجاربي الخاصة في محاولة البحث عن الانتماء، كانت القلق ينتابني فالأمر ليس بالهين، خاصة مع التطور الدراماتيكي بالمنطقة منذ ربيعها عام 2011، وتعاقب الأزمات بعد تعثر التحول الديمقراطي من أزمات اقتصادية فاجتماعية الأمر الذي مما أدى لانهيار العديد من المجتمعات الصغرى الضمنية والأساسية وأثار ذلك على المجتمع الأكبر، صنع فراغا لظهور مجتمعات جديدة تلبي مقولة دونكيشوت بدقة، مستغلة ضعف أفاردها وفراغهم لتنفيذ أهدافها ليكونوا ضحية انعدام مجتمعات ضمنية تحتويهم وينتموا لها. ولنا في سبل استقطاب التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة خير برهان.
في السنوات الماضية ومنذ نشأت هكسا كونكشن، حاولنا التركيز دائما لبناء المجتمع، لتكون التكنولوجيا سبيلا لمجتمع أفضل، فكان التركيز منذ السنة الأولى على تجميع أقراننا الذين يشاركوننا هذا الشغف، لبناء قاعدتنا المشتركة التي منها نستطيع مشاركة المعارف وتبادل الخبرات، منها نساهم في تطوير ذواتنا والوصول للصيد الأكبر كما كان الأجداد يوما، فكانت جلسات هكسا أو ما أحببنا تبسيطها لتكون هكسا هنجاوت، فتكون لهم المساحة للمشاركة دون تردد، للتعرف على أقرانهم ومن يشاركهم هواياتهم، فلا يكونوا لوحدهم، لتجمعهم جلسة دورية على محاور متعدد، يستفيدون من أكثرهم خبر، ويشاركونه تساؤلاتهم واستفساراتهم بكل حرية وأريحية.
هكسا هنجاوت وهي اليوم في رصيدها ما يزيد عن عشرات الجلسات من شرق البلاد لغربها، كانت مشروعا أساسيا من مشاريع المنظمة، المجتمع، رافدا المهتمين، مساهمة في بناء قدراتهم، وتشبيكهم، فنراهم انطلاقا من احدى جلساتنا أصدقاء، شركاء، على تواصل دائم مع جديد المعرفة وعلى رأس مجتمعات تكنولوجية نفتخر بنشأتها؛ كما كانت محورا أساسيا في بناء قدرات أعضاء الفريق، فهذه المشروع كذاك السؤال السهل الممتنع، مع بساطته فهو يحتاج للكثير من مهارات التواصل والإدارة، فشكرا لكل من مرة على إدارة هذه الجلسات طيلة السنوات الفارطة، فلولاكم لما استمرت وكانت مجتمعاتنا، والشكر أيضا لمتحدتينا المتطوعين ولداعمي الجلسات الأفراد والشركات.
هكسا هنجاوت لسيت حصرا على هكسا كونكشن، فيمكنكم التواصل دائما معنا والعمل معا لإقامة هذه الجلسات أينما كان أفراد مجتمعنا.
هذه التدوينة أتت ضمن سلسلة أحاول بها الوقوف على مراحل مهمة بعملنا بمنظمة مجتمع هكسا – هكسا كونكشن، بمناسبة عيدها السادس.
هكسا كونكشن – تكنولوجيا لمجتمع أفضل.
أب.