أوه، عند بدأ هذه السلسلة من التدوينات عن بعض تجاربنا بهكسا كونكشن بمناسبة ذكراها السادسة، بدأت الأصل إلى قناعة مفادها أن جزء كبيرة من قراراتنا وأفعالنا مرتبط بشكل أو أخر بعقلنا الباطن، طموحاتنا وأحلامنا في الصغر، قرارات حينها لم أعي خلفيتها ولكن اليوم بدأت أتعرف على السبب الكامن وراءها.
في الصغر وكأحد افراد جيل الألفية أو كما أحب البعض تعريفنا بجيل سبيستون، أمضيت وقتا لا بأس به بمشاهدة التلفازة، خاصة تلك قناة الجزيرة للأطفال – جيم لاحقا – لما كان لها من رسالة مختلفة وبرامج تفاعلية، كانت بنشرة أخبارها تنقل لنا جديد حراك النشأ بالمنطقة، أخبار تحديات البرمجة والروبوت بالمنطقة والمنافسات المختلفة، أخبار وان كنت فرحا لهم كانت تحزنني، فكناشئ عاشق لليقو وشغوف بالتكنولوجيا كان حلما أن أكون يوما جزء من هكذا تحديات.
منذ نشأت هكسا كونكشن، كان نشر ثقافة الابتكار بين النشء والشباب جزء أصيلا من رؤية المنظمة، تدليل المصاعب وإزالة الصورة النمطية عن تعقيد التكنولوجيا أيضا، قصد اصال رسالة واضحة أننا جميعا يمكننا أن نكون جزء من هذا العالم، فقط ببعض الإرادة وجرعات من العلم والكثير من الممارسة، فكان لعلوم الروبوت الحصة الأسد.
الهدف كان إقامة تحديات وطنية مختلفة، يضع بها النشء والشباب وقته، باحثا عن حل للتحدي، ساعيا لتنفيذه بطرق مبتكرة ضمن شروط التحدي، السبيل كان إقامة التدريبات المختلفة واحياء الأيام العالمية والتركيز على جديد التكنولوجيا بالمجال بجلساتنا المختلفة، ورش للعامة، للطلبة، لتلاميذ المرحلة ما قبل الجامعية، رحلات وزيارات مدرسية، ساعات من البرمجة والروبوت، الكثير من الجهد والمتطوعين على مدار سنين والمشاركات والتدريبات الدولية حتى كانت الأسس جاهزة للمرحلة القادمة.
البطولة الوطنية للروبوت
قد يكون العنوان كلاسيكي بعض الشيء، بطولة ووطنية، فكل من أراد تنفيذ شيء ما هنا، ألحقه بالوطنية أو الليبية والترتيب الأول، لكن هكذا كان الأمر، فكانت بطولتنا هذه وطنية بمعنى الكلمة، بمشاركين اجتازوا المائة من تلاميذ المرحلة الإعدادية حتى الجامعية في تحديات شتى، قادمين من مئات الكيلومترات للالتحام بأقرانهم مما يشاركونهم الشغف، الأولى من نوعها مفتوحة للجميع ولجميع التقنيات، بمعايير استلهمناها من شركاءنا بالمنطقة ونفذها فريقنا، في أكبر مشاريعنا طيلة السنين الست.
بطولة لم تكن لترى النور دون شركاءنا الذين أمنوا بالفكرة منذ انطلاقها وخاطروا معنا، لحامد الهوني الأب الروحي للبطولة وسفيرنا بالجمعية العربية للروبوت، لحسن سعد مسؤول المشروع الذي لم يضع لحظه منذ استلامه المهمة حتى كان النجاح الذي شاركناه جميعا، البطولة وان تأخرت نسختها الثانية – لأسباب خارجة عن الإرادة – ستعود بعزيمة الفريق وايمان شركاءنا بتوفير البيئة الحاضنة للابتكار والابداع لنشء وشباب هذا البلد.
هذه التدوينة أتت ضمن سلسلة أحاول بها الوقوف على مراحل مهمة بعملنا بمنظمة مجتمع هكسا – هكسا كونكشن، بمناسبة عيدها السادس.
هكسا كونكشن – تكنولوجيا لمجتمع أفضل.
أب.